۶ آذر ۱۴۰۳ |۲۴ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 26, 2024
محمد رجا نائب سوري

وكالة الحوزة - صرح «محمد رجا» نائب في البارلمان السوري: المجتمع الأمريكي الذي يبدو من الخارج جميلاً ومثالياً ليس كذلك، بل هو مجتمع لا يتميز عن المجتمعات الأخرى بشيء، ويحمل الكثير من بذور هدمه التي يمكن أن تنتج في كل يوم حدث يكشف زيف الحضارة الغربية وإدعاءاتها السير وفق المبادئ والقيم والمثل ومكارم الأخلاق.

أفاد مراسل وكالة أنباء الحورة، أن «محمد رجا» نائب في البارلمان السوري قال: الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من حيث النظرة العنصرية وجهان لعملة واحدة، ففي الوقت الذي تسود النضرة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ضد السود نجد أن النظرة العنصرية الأمقت تسود في إسرائيل ضد العرب والمسلمين، ولن تتأثر العلاقات بين البلدين، بل هما بلد واحد بمنطقتين. فليس الصهاينة هم من يحتل ارضنا بقدر ما يحتلها الإمريكان الذين يساندون الإسرائيلين بلاحدود، ونفس النهج الذي يسود بأمريكا فإنه يسود في إسرائيل؛ لذا لا اتوقع تغيرات تذكر في العلاقة بين البلدين إنما قد تتأثر بحكم الظرف الحالي، لكنها سرعان ما تعود لوضعها الطبيعي.

وفیما یلي نص المقابلة:

الحوزة: اقتحمت شرطة مكافحة الشغب مسيرة في مينيابوليس يوم الجمعة، ونقلت مئات المتظاهرين بالشاحنات. ما هي أسباب هذه الاشتباكات بين الشرطة الأمريكية والملونين وخاصة السود؟

ما يجري في شوارع الولايات المتحدة الأمريكية يكشف للجميع هشاشة المجتمع الأمريكي وهشاشة التركيبة الإجتماعية الأمريكية، وأن المجتمع الأمريكي الذي يبدو من الخارج جميلاً ومثالياً ليس كذلك، بل هو مجتمع لا يتميز عن المجتمعات الأخرى بشيء، ويحمل الكثير من بذور هدمه التي يمكن أن تنتج في كل يوم حدث يكشف زيف الحضارة الغربية وإدعاءاتها السير وفق المبادئ والقيم والمثل ومكارم الأخلاق … ولا ينبغي لوم السود على ما فعلوا؛ لأنهم انتفظوا دفاعاً عن كرامتهم التي أهانها أحد عناصر الشرطة الأمريكية من العرق الأبيض الذي قام بجريمة قتل موصوفة وواضحة فهي ليست جريمة عادية، بل جريمة موصوفة، فهو ليس قتل فقط، بل (قتل تحت عنوان عنصري)؛ مما يجعل الجريمة تأخذ بعداً اجتماعياً يتسبب بكل هذا الحدث وبكل هذا الفرز الإجتماعي وبكل هذا الخراب.

الحوزة: كرئيس للولايات المتحدة، غرد ترامب أيضًا بأن المتظاهرين غاضبون، لدرجة أن تويتر اضطر إلى إخفاء تغريدة له. ما سبب مقاربة ترامب العنصرية؟

الرئيس الامريكي ترامب كما يبدو للجميع أنه رجل غريب الأطوار، وهو في الحقيقة رجل رياضة ومال أكثر من كونه رجل سياسية. فهو بالتأكيد ليس من العلماء ولا من الفلاسفة ولا من العارفين، بل مجرد شخصية كبيرة مالياً ومجتمعياً أفرزتها الحضارة الغربية بهذا اللون وبهذه الصيغة؛ لذا فمن الطبيعي أن يكون لدى هذا الرجل تصرفات تمثل أناة لون معين من مجتمع معين، وليس ممثلة لجميع شرائح المجتمع وهو بطغيانه يسير بالولايات المتحدة الأمريكية بإتجاه قوله تعالى :
{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنٰهَا تَدْمِيرًا }
[ سورة الإسراء : 16 ]
نحن لا نفرح بالخراب، ولسنا من الشامتين، ولكن جرائم ترامب تسير بهم بهذا الإتجاه، وترامب رجل معتز بكبربائه وملكه وماله؛ لذا هو ليس رجل الإنسانية، بل رجل العنصرية.

الحوزة: بالنظر إلى أن صندوق الاقتراع مهم بالنسبة لترامب، يبدو أنه يشعر أن الملاحظات العنصرية يمكن أن تجذب المزيد من البيض الذين لديهم أيضًا مناهج عنصرية. ما هو تقييمك؟

هذا الكلام دقيق جداً وهو كلام صحيح؛ لأن ترامب بالتأكيد ينظر بهذه النظرة التي هي جريمة بحد ذاتها؛ لأن العنصرية كما تعلم أنها مجرّمة في القوانين الدولية علماً أن المجتمعات الغربية تدّعي أن زمن التمييز العنصري قد ولى وانتهى، ولكن هذا الكلام غير صحيح وفي الحقيقة من الواضح أن ترامب ميال لعرقه ومنحاز لعنصره، وعندما يتكلم بهذا الإنحياز الواضح ضد السود، فهو يوجّه بذلك رسالة إنتخابية لكل من يحمل فكره، ويتبنى نظرته هذه تجاه العرق الأسود، ولكن هذه النظرة ستجلب له الويلات والفشل والإنقسام … كان الأولى به أن يكون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بكل الوانها، ولكن من خلال الأحداث الواضحة الغير قابلة للإخفاء أن الشارع الأمريكي ينظر لترامب أنه رئيساً سيئا، وهو رئيس للبيض، وليس لجميع الشعب الأمريكي، وهو عاجز عن النزول للشارع ومخاطبة المتظاهرين وجهاً لوجه.

الحوزة: يرى البعض أن الاحتجاجات علامة على مسار تراجع للولايات المتحدة. ما هو تحليلك؟ إلى أين سيقود المستقبل؟

التراجع في مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في الساحة الدولية له عدة وجوه والتراجع الأبرز لها في شعبيتها وأنصارها في الساحة الدولية، فعلى مستوى الشعوب انا متأكد أن أكثر دولة ممقوتة من قبل الشعوب الأخرى هي الولايات المتحدة الأمريكية وحتى على مستوى حكومات الدول الأخرى، فالمحبين والمؤيدين للسياسات الأمريكية وللحكومة الأمريكية أعدادهم في تراجع. وبالنسبة للوزن الأمريكي في القدرات، فلاتزال الولايات المتحدة في مقدمة الدول من حيث القدرات العسكرية والإقتصادية، ولكن سيتلاشى هذا الفارق بينها وبين الدول الأخرى؛ لان هناك الكثير من الدول تسير نحو الأمام ونحو الأفضل وبشكل متسارع ومذهل ومن بينها الصين وروسيا وإيران التي تقول في كل يوم لا للولايات المتحدة تلك الدولة التي قليل من يستطيع أن يقول لها لا … لذا فإن المستقبل قد يحمل تغييرات جذرية في تراتيب الدول من حيث القدرات العسكرية والاقتصادية وقد تتراجع الولايات المتحدة عن مكانتها الحالية في الواجهة، كما تراجعت بريطانيا العظمى عن هذا الموقع قبل اكثر من سبعين عاماً.

الحوزة: هل تؤثر هذه الاحتجاجات أيضًا على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية اقتصاديًا؟ بشكل عام، ما هي أوجه التشابه في وجهات نظر وأفعال العنصرية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ضد مواطني انقسامهم إلى الدرجة الأولى والثانية؟

الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من حيث النظرة العنصرية وجهان لعملة واحدة، ففي الوقت الذي تسود النضرة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ضد السود نجد أن النظرة العنصرية الأمقت تسود في إسرائيل ضد العرب والمسلمين، ولن تتأثر العلاقات بين البلدين، بل هما بلد واحد بمنطقتين، فليس الصهاينة هم من يحتل ارضنا بقدر ما يحتلها الإمريكان الذين يساندون الإسرائيلين بلاحدود، ونفس النهج الذي يسود بأمريكا، فإنه يسود في إسرائيل؛ لذا لا اتوقع تغيرات تذكر في العلاقة بين البلدين إنما قد تتأثر بحكم الظرف الحالي، لكنها سرعان ماتعود لوضعها الطبيعي.

سمات

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha